قامت الإعلامية رشا مجدي، في برنامج “صباح البلد” على قناة “إن إن إيجيبت”، بتقييم مقال الكاتبة إلهام أبو الفتح، رئيس تحرير جريدة الأخبار ورئيس شبكة قنوات ومواقع “إن إن إيجيبت”، المنشور بجريدة الأخبار تحت عنوان “اللهم بارك لنا في رمضان”.
نص المقال هو كما يلي: كل عام وأنتم بخير. بالأمس بدأ شهر الرحمة والمغفرة، شهر رمضان المبارك، بالقرآن الكريم وبركاته، وجاء بالمغفرة والأجر والثواب العظيم لكل من يصوم ويقوم بصدق. جاء بالخير والبركة، وبالأجواء الروحانية التي نفتقدها كل عام.
يريد الله منا أن نصوم للعام الثاني على التوالي. نحن وإخواننا المسيحيين نصوم في شهر رمضان، وهم يصومون أيضًا في فترة الصوم الكبير. لوحة فنية جميلة تعكس المحبة والوحدة الوطنية، وتؤكد أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا.
شهر رمضان هو شهر تجتمع فيه العائلات على موائد الإفطار والسحور، ويتبادلون التحية، وينصب كل اهتمامنا على الطعام والشراب، والموائد المليئة بمختلف الأطعمة الشهية، والمسلسلات التلفزيونية والدراما التي تملأ الشاشات. لكن شهر رمضان ليس شهر الطعام فقط، ولا هو موسم المسلسلات التلفزيونية والدراما. إنه شهر العبادة والتأمل والدراسة. لا ينبغي لنا أن ننشغل بالطعام والدراما، بل يجب أن نتذكر أن هذه فرصة لفحص أنفسنا، وإعادة ترتيب أولوياتنا، والتقرب من الله وأحبائنا، وهي فرصة للطاعة والعبادة.
كما كتبت في مقالتي السابقة، يجب علينا الاهتمام بصحتنا وحمايتها واتباع تعليمات الأطباء. لا يجب علينا الإفراط في تناول الطعام، وخاصة الأطعمة الدهنية والحلويات المشبعة بالسكر والسمن. كنت أتمنى أن يأخذ المسلسل شكلاً وطنياً وقومياً وعربياً، ولكن الجمهور يستطيع أن يفعل ذلك كما يريد.
شهر رمضان هو فرصة للابتعاد ليس عن الأكل والشرب فقط، بل أيضاً عن الإسراف والتبذير والغضب والانفعال والعادات السيئة، وكل ما يضرنا. فلنجعل هذا الشهر شهر اللطف والتغيير الحقيقي.
أتمنى أن نفتح هذا العام صفحة جديدة في تقاليدنا الرمضانية بحيث لا يكون همنا الوحيد هو الأكل ومشاهدة المسلسلات والدراما، بل العمل وفعل الخير وحب الناس والحفاظ على الروابط العائلية وجعله شهر عبادة حقيقية وصيام وصلاة وطلب الرحمة والمغفرة من الله الكريم. رمضان ليس شهر الطعام أو الدراما، بل هو شهر العبادة والعمل. اللهم تقبل صيامنا وارحمنا واغفر لنا وبارك لنا في أعمالنا ووسع علينا في رزقنا وفرج همومنا.
اللهم اجعلنا ممن يبلغون هذا الشهر بالفرح، ويتقبل منهم أعمالهم وصيامهم وعباداتهم. سنة جديدة سعيدة.