أعلنت شركة إنفيديا كورب، الرائدة في تصنيع الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، عن تعاونها مع جنرال موتورز لتطوير مركبات ذاتية القيادة ومصانع تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كما كشفت عن شراكة مع شركات الاتصالات، من بينها تي-موبايل وسيسكو سيستمز، للمساهمة في تطوير تقنيات شبكات الجيل السادس (6G).
جاء الإعلان خلال مؤتمر GTC السنوي الذي أقامته الشركة في سان خوسيه، كاليفورنيا، والذي تحول من حدث تقني متخصص إلى منصة رئيسية لمتابعة أحدث توجهات الذكاء الاصطناعي في قطاع التكنولوجيا والاستثمار.
الذكاء الاصطناعي يغير مستقبل صناعة السيارات والاتصالات
أكد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن الشراكة مع جنرال موتورز ستشمل تطوير روبوتات ومصانع ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز كفاءة الإنتاج ويقلل التكلفة.
أما فيما يخص قطاع الاتصالات، فإن “إنفيديا” ستلعب دورًا رئيسيًا في تطوير أجهزة شبكات الجيل السادس، التي ستتميز بسرعة نقل بيانات فائقة ودعم أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصالات.
تحديات النمو والإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي
تواجه “إنفيديا” تحديًا جديدًا في الحفاظ على نموها القوي، بعد عامين من الأداء المالي الاستثنائي. في عام 2025، بدأ المستثمرون يتساءلون عن مدى استدامة هذا النمو، خاصة بعد إعلان شركة ديب سيك الصينية عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متطور بموارد محدودة، مما أثار جدلًا حول تكلفة البنية التحتية للحوسبة الضخمة.
لكن رغم هذه الشكوك، أعلنت كبرى شركات الحوسبة السحابية، مثل مايكروسوفت وأمازون ويب سيرفيسز (AWS)، التزامها بمواصلة الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتوقع تقرير صادر عن بلومبرغ إنتليجنس أن يصل إجمالي إنفاق مشغلي مراكز البيانات الكبرى على تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى 371 مليار دولار في عام 2025، بزيادة 44% عن العام السابق، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 525 مليار دولار بحلول عام 2032.
تحديات سوق الأسهم وتأثيرها على إنفيديا
رغم النمو الهائل في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن سهم “إنفيديا” واجه ضغوطًا في سوق الأسهم بسبب المخاوف الاقتصادية العالمية والحروب التجارية، حيث انخفض بنسبة 13% منذ بداية العام. وخلال جلسة التداول الأخيرة، تراجع السهم بنسبة 2.2% ليصل إلى 116.86 دولار.
يعد مؤتمر GTC فرصة لإنفيديا لطمأنة المستثمرين بشأن مستقبل أعمالها، حيث وصف هوانغ المؤتمر بأنه “سوبر بول الذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى أهميته كحدث رئيسي في قطاع التكنولوجيا.
تقنيات بلاك ويل ومرحلة التطوير التالية
تُعد شرائح “بلاك ويل” (Blackwell) الجيل الحالي من رقائق إنفيديا، لكنها واجهت بعض التحديات التقنية التي أدت إلى تأخير الإطلاق في بعض الأسواق. ومع ذلك، أكدت الشركة أنها تغلبت على المشكلات التقنية وتسعى الآن إلى زيادة الإنتاج لتلبية الطلب العالمي.
على المدى البعيد، تعمل “إنفيديا” على تصميم الجيل القادم من الرقائق، الذي يحمل الاسم الرمزي “فيرا روبين” (Vera Rubin)، والذي يُتوقع أن يشكل نقلة نوعية في أداء الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات.
نظرة مستقبلية على دور إنفيديا في الثورة الرقمية
مع توسع الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، تسعى “إنفيديا” إلى تعزيز مكانتها في السوق عبر شراكاتها الاستراتيجية مع شركات السيارات والاتصالات، واستمرارها في تطوير أقوى رقائق الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على استدامة النمو في ظل المتغيرات الاقتصادية والمنافسة المتزايدة.
اقرأ أيضًا ..
.
تم .